خلق عدم تحقيق المغرب لأي ميدالية ذهبية في بطولة إفريقيا لألعاب القوى الأخيرة، ضجة واسعة بين المغاربة خصوصا الخبراء والمختصين منهم في رياضة “أم الألعاب”، بعد أن وقع رياضيو المملكة على أسوء حصيلة لهم في تاريخ المشاركات بهذه المسابقة القارية، من خلال اكتفاء البعثة المغربية بميدالية فضية وأخرتين برونزيتين، والفشل لأول مرة في تحقيق “المعدن النفيس” (الذهب) في هذه المنافسة، واحتلال المركز 16 مكرر.
وأشارت موقع “مرصد الرياضة المغربية”، إلى أن هذه الحصيلة الكارثية تزامنت مع بطولة الجامعات الأمريكية ورزنامة ملتقيات الدوري الماسي ولم تعرف مشاركة عدد كبير من نجوم القارة، إذ شارك رياضيون بها من المستوى الثاني والثالث، في حين لم يغب عن البعثة المغربية سوى سفيان البقالي الذي يستعد لبطولة العالم في مسافة 3000 متر موانع، ومعاد زحافي في سباق 800 متر الذي كان ملتزما ببطولة الجامعات الأمريكية.
وأضاف المصدر ذاته، أن بقية الغيابات المسجلة فهي إما لأسباب تقنية، موضحا نقلا عن مجموعة من الفاعلين سواء داخل الجامعة الملكية لألعاب القوى أو خارجها، أن الإدارة التقنية أقصت أسماءً عديدة من المشاركة في البطولة لسبب أو لآخر، محذرة من أن مستوى ألعاب القوى الوطنية مقلق أكثر من أي وقت مضى، بسبب الأخطاء التقنية سواء في الإعداد لهذه المشاركة أو في الاختيارات.
وفي هذا السياق، نفت العداءة فاطمة الزهراء الكردادي ما صرح به عبد الله بوكراع، المدير التقني للجامعة الملكية لألعاب القوى، لإحدى الجرائد الوطنية بأن غياب الكردادي عن المشاركة مع المنتخب المغربي، راجع لسقوطها في فحص للمنشطات، قائلة في تدوينة لها على صفحتها بـ “فيسبوك”، إنها تطالب باستمرار بالانضمام للمنتخب الوطني مستندة لنتائجها في سباقات الماراثون ومسافة 5000 متر المتميزة، لكنها تقابل بالرفض، وأن ما ذكره بوكراع مجرد افتراء عليها ولا صحة له.
ودعت الكردادي إلى الكف عن إخراج الشائعات عنها ومحاولة تدمير مستقبلها، وأنها تعبت من الظلم كونها من أبرز العداءات في مجال تخصصها، متسائلة عن سبب القيام بذلك بالرغم من صمتها وعدم حديثها في الماضي عما تعرضت له من منع للانضمام إلى المنتخب وحرمانها من المشاركة في جميع التظاهرات.
وتعليقا على المشاركة المغربية المخيبة، قال الإعلامي المغربي محمد زمان في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “بلا ذهب فشل آخر، لأول مرة في تاريخ مشاركاته في البطولة الإفريقية لألعاب القوى، المغرب بدون أي ميدالية ذهبية، وأن الحصيلة فضية واحدة وبرونزيتين في هذه البطولة التي جرت ما بين 8 و12 من يونيو الجاري بجمهورية موريشيوس”.
وعلى ذات المنوال، تساءل الحسين بن زريكينات، العداء المغربي السابق ومحلل قناة “بي إن سبورت” في رياضة ألعاب القوى، من خلال تدوينة له عن دور المدير التقني بوكراع، وحكيمة بنشريفة، مديرة المعهد الوطني لألعاب القوى بالرباط، والمسؤول الجامعي عبد الإله أوبا، ومدرب المنتخب الوطني، كريم أيت الحاج في هذه الكارثة التي شهدتها “أم الألعاب” في بطولة كان المغرب في الأمس القريب من بين المتصدرين لجدول حصد ميدالياتها.
وفي تصريحات متفرقة لـ “بناصا”، عبر مجموعة من العدائين السابقين والأطر الوطنية عن الحاجة الماسة اليوم إلى التغيير، وأن الإخفاق يرجع بالأساس لكون أن الإدارة التقنية القائمة فاشلة، وحرمت عديد المواهب من تمثيل المنتخب، وتنهج سياسة الإقصاء ضد من لا يمتثل لسياستها العديمة، وعلى رأسها الاشتراط على الأبطال المغاربة للالتحاق بالمنتخب عدم استمرار مدربيهم معهم والعمل مع أطر لا يعرفونهم.
وأوضح أحد الأطر الوطنية الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن ألعاب القوى صارت تتحكم فيها “لوبيات” تنسج علاقات لها داخل الإدارة التقنية التي لا تتوفر على مخطط محكم واستراتيجية واضحة للنجاح، كما تتفرع داخل مجموعة من العصبة الجهوية بالبلاد، إذ لا تنبني اختياراتهم للعدائين في المقام الأول على الأرقام المحققة للمشاركة في التظاهرات الدولية، بل على القرب والعلاقات من المشرفين على الإدارة التقنية.
وأشار مصدر آخر، إلى أن الفشل يعلق فقط على رئيس الجامعة عبد السلام أحيزون باعتباره أن هو من يوجد في الواجهة، مبرزا أن أسباب الإخفاقات المتتالية يتحملها المسؤولين على ما هو تقني، ما دامت الإمكانيات المادية والتقنية متوفرة لهم، موضحا وجود “لوبيات” داخل الجامعة تتحكم في كل شيء، وتختار وتبعد من تريد، وتقصي الكفاءات والنزهاء والأبطال من ولوج الجامعة للاستفراد بالأمر بينهم، لافتا إلى أن نتائج ذلك كان حصد الكوارث المتعاقبة.
وأضاف المتحدث ذاته، أن مشكلة أحيزون هي “عدم التحرك السريع لمعالجة هذه الإشكاليات الظاهرة أمام الجميع، مبرزا أن هناك “أطراف داخل الجامعة تتجاوز مجال اختصاصها مثل محمد النوري، الناطق الرسمي باسم الجامعة الملكية لألعاب القوى، الذي يعتبر الناهي والآمر حتى في الأمور التقنية البعيدة عنه، وهو ما ظهر في عديد المناسبات”.
وشددت جهات أخرى، على ضرورة تنظيف محيط الجامعة من الشوائب التي تعرفها، وتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب في أسرع وقت، تجنبا لحدوث مهازل أخرى في “أم الألعاب”، وكذلك لإنقاذ جيل واعد من المواهب المهدد بالضياع مثلما وقع مع عدد من الأبطال في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن البطل سفيان البقالي كان أحد الفلتات التي تألقت بفضل المدرب كريم التلمساني، الذي تعرض في مرحلة ما للتضييق من الإدارة التقنية للمنتخب الوطني.
تعليقات الزوار ( 0 )